استفادة إسرائيل في احتلال العراق
المذيع: أنت أشرت إلى قضية سأستبق الأحداث في ذكرها، وهي: عندما أشرت إلى مشروع الهيمنة الأمريكية على العراق، وهو أن الاحتلال الصريح الواضح الذي لا مراء فيه كان من آثار الانتفاضة، أنا أقول: قبل ذلك كتبت كتابات كثيرة من ضمنها ما كتبتم أنتم بأن من أساسيات هذا الاحتلال ستستفيد إسرائيل كثيراً من احتلال أمريكا للعراق، وأنها سوف تدمر الانتفاضة، وستقضي على مجموعة مقومات، ولم نر من هذا أي شيء؟
الشيخ: نعم. هناك تحليل وهناك عمل أو نتيجة، من ناحية التحليل يكفي أن أقول لك: إن أحد المرشحين سابقاً للرئاسة الأمريكية من الحزب الجمهوري ومن المحافظين، ينتمي إلى التيار الذي ينتمي إليه جورج دبليو بوش وهو بوكانين كتب بعد قيام الحرب على العراق بأيام يقول: من المستفيد من هذه الحرب؟
يقول: ثلاثة: دولة واحدة، ورئيس واحد، وحزب واحد: إسرائيل وشارون والليكود.
وهذا كتبه في مجلة الأمريكي المحافظ، التي تعبر عن رأي الحزب ورأي الإدارة الأمريكية نفسها، وهو شاهد على أنه لم يكن بين أمريكا وبين الدول العربية أي مشكلة، حتى في قضية النفظ كما يقال، فالنفط كانت تأخذه أمريكا مهرباً أو مباعاً بأرخص الأسعار من العراق، وكان يمكن أن النظام البعثي يقدمه لها على طبق من ذهب لو رضيت أن يبقى.
والآن ظهر ما ذكر في هذا الكتاب، وهو أن الاحتلال قد يعيق تدفق النفط، وهذا واقع، فالعراقيون في يوم واحد أشعلوا خمسة حرائق في أنابيب النفط، فالشاهد أنه بالفعل....، أما لو كان هناك تصارع بين الأمل وبين التخوف فما النتيجة؟
هل هي تخوف أم أمل؟
في الحقيقة كنا نخشى أن شارون يستغل قيام الحرب على العراق أو نتائجها فيقوم بعملية كبيرة أو خطيرة، إما اجتياح أو ضربة خطيرة، كأن تضرب المجمعات السكنية في نابلس مثلاً أو في غزة، أو أن تكون الدولة الفلسطينية -كما يقال- إما في الأردن ويعوض العرش الهاشمي في بغداد، أي: أن هناك أفكاراً طرحت، أو تكون في العراق ويهجر الشعب الفلسطيني إلى العراق، أو شيء من هذا.. فهذه كلها أفكار طرحت.
لكن نحمد الله عز وجل أن الأمل الذي كنا نقوله وقلناه وقررناه الآن تأكد أن هذا المشروع لن يتم.
تكتيكياً أمريكا رأت أن إسرائيل لا تتدخل ولا تحدث أمراً خارجاً عن العادة أثناء الحرب، لماذا؟ لأننا بعد الحرب نكون قد قضينا على هذا العدو الذي يهدد إسرائيل ولو في الظاهر، ولو على الأقل نحقق نبوءة التوراة، ونكون قد نزلنا في العراق وأصبحنا كمَّاشة، ووقتها يبدأ المخطط الصهيوني في التطبيق أو يُدرس بشكل أفضل.
المذيع: يعني المسألة مسألة وقت الآن ..؟
الشيخ: كان هذا هو المفروض، وكانت قضية شارون مسألة وقت لكي يتم ذلك، ولكن الذي حدث يؤكد أن ذلك لن يتم بإذن الله، لماذا؟ لأن المقاومة في العراق بدأت وعلى منهج الانتفاضة، وهذا نجاح للانتفاضة، ومثلما أنها تجربة جهادية ضد إسرائيل فهي قابلة وصالحة للتطبيق في أي مكان وفي أي بلد من بلدان العالم الإسلامي، وكان أكبر ما تخوف منه الأمريكان ولا يزالون مسألة العمليات الاستشهادية ومهاجمة نقاط التفتيش، وهي تقريباً نفس ما يحدث في فلسطين، ومن هنا نحن نتفاءل خيراً كثيراً لهذه الأمة بإذن الله تبارك وتعالى.